وكالة مهر للأنباء، محمد مهاجراني: ان الصين باعتبارها الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم وأحد أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تعتبركقوة ناشئة في شرق آسيا. تعد هذه الدولة في الوقت الراهن أكبر مصدر وثاني مستورد ولديها ثاني أكبر اقتصاد في العالم على أساس الناتج المحلي الإجمالي.
واستطاعت إيران والصين خلال ظروف تفشي فيروس كورونا التغلب على جزء كبير من مشاكل هذا المرض بتعاون مكثف.
في هذا الصدد اجرى مراسل وكالة مهر حواراً صحفياً مع السفير الصيني في ايران سيد تشانغ هوا ونص الحوار فيما يلي:
**اجرى الرئيس الإيراني حجة الإسلام رئيسي مع نظيره الصيني مؤخرًا محادثات حول التنمية العالمية والتعاون الموجه نحو التنمية المشتركة، وأبدت إيران خلال هذه المحادثات رغبتها في أن تصبح عضوا في مجموعة "بريكس"، ما هو تحليلكم لآفاق العلاقات بين الصين وإيران؟
إيران دولة مهمة في الشرق الأوسط وواحدة من الدول النامية المهمة. في السنوات الأخيرة، تطورت علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وإيران، وتم تعزيز الثقة المتبادلة بين الطرفين في عملية مستمرة، كما أن التعاون الثنائي في مختلف المجالات سينمو .
الصين، بصفتها الدولة المضيفة لقمة بريكس هذا العام، تدعم بشكل إيجابي عملية التوسع لأعضاء بريكس وتسعى إلى توسيع التعاون الحالي في إطار "بريكس بلاس". مجال التعاون بين الدول الأعضاء في بريكس مفتوح وشامل، وسننتظر دخول المزيد من الدول الشريكة إلى عائلة بريكس الكبيرة. نحن على ثقة من أنه في ظل الجهود المشتركة لمختلف البلدان، سيصبح مسار تعاون بريكس أوسع يومًا بعد يوم، وفي هذا الاطار ستخلق البلدان مستقبلًا جميلًا في مجال التنمية العالمية من خلال حشد القوة المتنامية للتعاون .
**في بداية هذا العام، أعلنت الدولتان، إيران والصين، تنفيذ برنامج التعاون الشامل بين البلدين، ما مدى تقدم هذا البرنامج في الوقت الحالي؟
إن العوامل الاقتصادية للبلدين تكاملية إلى حد كبير، وقد حقق التعاون العملي بين الجانبين نتائج مثمرة. لسنوات عديدة، كانت الصين دائمًا الشريك التجاري الأول لإيران، وقد أدت مذكرة التفاهم بين البلدين إلى التقدم المستمر في مختلف المجالات. وعلى الرغم من العقوبات الأمريكية، فإننا نواصل التعاون مع إيران.
بالإضافة إلى ما ورد، خلال زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي الاخيرة لإيران، وقع الجانبان على برنامج تعاون شامل. وفي وقت سابق من هذا العام، قام السيد أمير عبد اللهيان، وزير خارجية إيران، بزيارة الصين مرتين، حيث ركز الجانبان على تطور التعاون المشترك أثناء إعلانهما عن بدء عملية تنفيذ برنامج التعاون الشامل بين البلدين.
وتم التأكيد على مجالات الطاقة والبنية التحتية والقدرة الإنتاجية والتكنولوجيا والطب والصحة وتوسيع نطاق التفاعل في مجالات الزراعة والثروة السمكية وأمن الفضاء الإلكتروني والتعاون مع أطراف ثالثة وتعميق التبادل التعليمي والسينما وتدريب القوى العاملة فضلا عن التبادلات الشعبية بهدف زيادة تحقيق إنجازات البلدين في المجالات التي ذكروها بشكل مختلف.
كل من الصين وإيران دولتان ذات حضارات طويلة الأمد وتأثيرات مهمة، ولا شك أن تعميق العلاقات بين البلدين هو إجراء يتماشى مع الصداقة التقليدية بين الجانبين وهو أحد أساسيات البلدين. علاقات شراكة إستراتيجية شاملة توفر المصالح الوطنية للبلدين، كما أن هذه الخطوة تتماشى مع حماية السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
** كيف تقيمون وجود وأنشطة الجيش الأمريكي في الخليج الفارسي وبحر الصين الجنوبي؟
على مر السنين، أرسل جيش الولايات المتحدة مرارًا حاملات طائرات وقاذفات قنابل استراتيجية وغواصات نووية ومعدات عسكرية متطورة أخرى إلى الخليج الفارسي وبحر الصين الجنوبي تحت عنوان حرية الملاحة والمرور في المجال الجوي. و لقد عرّض أمن دول المنطقة لخطر شديد كما زاد من توتر الوضع في المنطقة. هذه النقطة هي أنه من خلال الاهتمام وإعطاء أهمية لسلامة الآخرين وحماية سلامة الجميع، لكن وضع أمن الفرد في مكان أعلى من أمن الآخرين ومحاولة تقوية الجماعات العسكرية وخلق حدود أيديولوجية وحتى أبعد من ذلك، فإن خلق سيناريوهات للبيئة المحيطة بالآخرين وفقًا لمعايير الفرد هي أفعال لا تؤدي إلا إلى الصراع والمواجهة والانقسام.
طالما كانت الصين واحدة من الدول التي لها دور بناء في مجال السلام العالمي وهي أحد اللاعبين الإيجابيين في تنمية العالم وكذلك أحد حراس النظام الدولي، وفي هذا السياق، فإنها بقوة وبدون أي تردد ستؤدي دورها في تطوير السلام في العالم. إن تنمية الصين تعني في الواقع خلق فرص للعالم بأسره ولا تشكل أي تهديد لأحد. الصين مستعدة للتعاون مع جميع الدول المحبة للسلام الملتزمة بالتنمية جنبًا إلى جنب مع الدول الأخرى لتحقيق السلام العالمي واتخاذ خطوات فعالة في مجال فتح آفاق جديدة في العالم.
**كيف تقيمون مستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟
المفاوضات الدبلوماسية هي الحل الصحيح الوحيد للقضية النووية الإيرانية، وحماية خطة العمل الشاملة المشتركة هي إجراء يتماشى مع المصالح المشتركة والجماعية للمجتمع الدولي. لطالما دعمت الصين العمليات السياسية لحل القضية النووية الإيرانية، وبينما ستستمر في لعب دور بناء في المفاوضات، فإنها ستبذل قصارى جهدها لإعادة المفاوضات إلى مسارها الصحيح في أقرب وقت ممكن، مع حماية الملف النووي.
كما انه سندافع بحزم عن حقوقنا ومصالحنا المشروعة. لطالما عارضت الصين بشدة العقوبات أحادية الجانب وغير القانونية وغير العقلانية للولايات المتحدة ونهجها المفرط والتدخل في شؤون الآخرين. وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن المجتمع الدولي، بما في ذلك الصين، سيواصل تعاونه الطبيعي مع إيران في إطار القوانين الدولية. هذا النهج هو نهج منطقي وقانوني وسلوكي لا يضر بأطراف ثالثة ويجب دعمه واحترامه.
/انتهى/
تعليقك